Jun 17, 2010

طفل المطار

شَدني ذلك الطفل الذي إختار ان يجلس في المقعد الأخير في إنتظار القآدمين والمسافرين من أرض المطار , جلس وبيدهُ حقيبة تحملُ أشيائهُ , كُنت أُراقب تفاصيلهُ الطفولية الرجولية,لم اكن اعلم هل هو ينتظر احد قآدم ام انهُ يودع احد مُغآدر , جالسٌ بهدوء وكأنهُ مُستلمٌ للقدر , يا إلهي كم يَشبهُ هذا الطفل شيءٌ بداخلنا, الشيء الذي لا يعلم , الشيء الهادئ , حاولتُ الأقتراب ولكنهُ لم يرفع رأسهُ ولم يُحرك ساكناً شَدني الفضول أن اسألهُ عن احوالهُ , دائماً ما يَشدُني الحديث مع الذكور الصغار , أقتربتُ منهُ قليلاً بعد تأمُل دآم 9 ساعات في قاعة الأنتظار , وهذا الطفل يؤجج ما بي من فضول , سألتهُ : ما أسمُك ؟ ولكنهُ بقيَ ساكناً , وكان يُخفي وَجههُ خلف قُبعة سوداء اللون , صمتُ قليلاً ,أحسستُ أن هذا الطفل يُعاني من شيء , سالتهُ مرةَ أُخرى ,هل تَنتظر احد ؟ بقيَ صامتاً أيضاً ,لا أعلم ما دَفعني كي أرفع قُبعتهُ عن وَجهه !, رَفعتُها , وأذ بهِ طفلٌ بوجهٍ ابيض , مُغمضٌ عينيه , كانت تجربتي الأولى في رؤية انسان ميت , اعترف انني حاولتُ إيقاظهُ , قالو لي انهُ اضاع اهلهُ في احد السنين هُنا ,ومنذ ذلك اليوم وهو لا يُحرك ساكِناً , يا الله كم يشبهُ شيءٌ بداخلُنا , الشيء الذي ينتظر ما لا ياتي, ..فَيـــموت

طِفل المطار
عرين القاضي
17
\6\2010

No comments:

Post a Comment