Dec 18, 2010

" حآنَ الرَحيلُ يآ سيلا "

‫وحملتُ حقآئبي وَعدتُ وذآكرتي يَغزوها النسيآنُ , وبحثتُ عن عنآوينُكَ التي أرسلتها أسفل رسآئلٍ لم تتوقف عن إرسآلُها لي في زَمَنٍ مآ , وَعُدتُ , وقلبي أعلن الهروبَ قديماً الى بلآدٍ أُُخرى خآرج إسبآنيا لا تحمل في سجلاتُها أي أسمٌ لك وأي عنوانٍ لكَ رحلتُ بِدعوى بحثهم عن حيآةٍ أفضل لي لم أقصد هجرآنُكَ تحديداً .

ولكن لم تُسعِفُنا الحياة كي نستمر هنا,وهربنا من دون ودآع , وأعترف أني تهتُ عشرون سنةٍ أمضيتُها في عض أصآبع الأيآم ,في قرية تبعد عنكَ أآلاف الأميآل , وفي الغياب لم يحصل شيء جديد على مشآعري , ولم يتغير شيء .

ولكن المُجتمع حكم على حُبي أن اتزوج من رَجُل طيب القلب وكان يحترمني كثيراً ومنحُنا الله طفلة جميلة تُدعى " سيلا " وكبرت هذه الطفلة وأصبحت من جميلات القرية ولم يتوقف الرجال من التقرب إليها بالهدايا والعطآيا , ولكن "سيلا " وقعت في حب فتى فقير يعمل مُزارع في بيت أحدى قصور الأثرياء هُناك , كُنت أراقبها من نآفذة الغرفة عندما كانت تتسلل ليلاً للقائهُ , تماماً مثلما كُنا نفعل , انا وأنت , أما زلت تذكر ؟

ونحن الآن في طريق عودتنا الى مسقط رأسي" أندراش" فقد قررنا انا وأبا سيلا أن نخرج من القرية التي يسكنها عشيق سيلا , سبب ذلك ألم كبير لطفلتي الحبيبة , تماماً كأحساسي عندما أبعدوني عَنك , لقد أبعدوني عن الحٌب وها أنا أحذو حذوهم في إبعآد إبنتي عن حُبها .

أكتُبُ لكَ في طريق عودتي , وأحسُ بشعور الخوف والألم والحب , سأسلمُكَ الرسآلة هذه بيدي , وأقدم لكَ إعتذآر لن تقبلهُ الورود التي أهديتَني إياها يوما .

فلتغفر لي انتَ ولتُسأمحني سيلا , فقد كآن زوجي طيبا و متفهماً , وعآمل سيلا كأبنتهُ , كما قُلتُ لكَ قبلاً , هربتُ لأيجآد حياة اجمل لأبنتي , وأردتُ لها أن تُفتح عينيها على عآلم لن يُعلمُها بمآضيك السيء قبل ان تتوب وتصبح رجل أعمال على مستوى إسبانيا .

هذه سيلا تقف بفستانها الأحمر في حفلة صآخبة تخصُ رئيس مقآطعةِ الحَي , إذهب وأخبرها أنكَ تُحبها حُباً جمآ .

مِثلي تماماً .

عرين القاضي

No comments:

Post a Comment