May 19, 2010

عــــمان وطعم العلقمْ


لا اعلم لماذا تلتحم مشاعري خجلا بشوارع عمان كلما مررت منها, فكلانا يحن ويفتقد للمشاعر الانسانيه الملموسه,عمان مليئة بالغرباء و شوارعها فارغه يسكنها الهدوء والخوف , وانا اكره تواجدي فيها ,كُلما نضرت الى نافذه استرق النضر الى بيوتهم ارى عاملات اجنبيات او كلما تحركشت كلماتي بأحدهم اسمع كلمات ليست عَمانية المنشأ.

وها انا في طريقي الى البيت اعاني من الغثيان فبعد طبق الازانيا الذي اضطربت معدتي منه أكتشفت ان طعامنا نحن ألذ كلما اختلط بالقمح , كم انتي غريبه يا عمان !,حتى مياهُكي اصبحت غريبه والبيوت القديمه لا يدخلها سوى السياح ,وفي تدخل حَشري مني سألت احداهن واحترت في طريقة بدئي للحديث, ليس لانني افتقد اساليب الحوار ولكن لا اعلم ربما هي الأخرى لا تتكلم العربيه ,فاللغه العربيه اصبحت لغه أجنبية المنشاء في عمان .

الغريب في كل هذا انها اصبحت مزدحمه بالغرباء وأضواء المدينه وكأنها عروسٌ مُزينة تتلوي وجعاً, واشجار عمان اصبحت تموت على أحفة الأرصفه ,تتنفس دخان السيارات و تتغذى بتراب الأسمنت ,فعلا كلما زرتُ عمان أحس بغربه حقيقيه لم تتواجد في صغري عندما كنت أزورها ,و اكبر ما تشاهده هو الاعلانات في الشوارع كلما نضرت الى احد الاعلانات فيما يحتل مساحةً كبيرة من السماء أحس انها هذه المساحه نفسها التي تقيس الا إنسانيه .

فكلٌ يركض وراء مصلحته حتى كُدت لا أرى أحد يبتسم الا اذا كان بائع ,وفي أحدى زياراتي لمعرض الفنون في جبل اللويبده لفتت انتباهي لوحات معروضه لفنانين عراقيين وكانو يصورون الوجع العراقي مرمياً من احدى دول العالم الخارجي الى أحدى البيوت القديمة التي سكنها كلوب باشا في الاردن ,ربما وجع عمان اكبر بكثير من وجع بغداد ,فهي لم تتعرض اولحمدلله لأي اعتداء ولكن الحزن يسكُنها وكان بها وجعٌ أحتار أطباء العرب المتوافدون فيها من كل مكان من معالجتهُ ربما أشتاقت إلى جدي و جَدُك من يعلم ! فقد كانو ينظرون الى عمان بمنظار آخر لم نحل لُغزه الى الآن .

عمـــان...للغُربه طعمٌ يشبه العلقم فلا تكوني غريب


عرين القاضي

No comments:

Post a Comment