Jul 24, 2010

تاريخ أُنثى



كانَ يغرزُ أنيابهُ فوق عَيــّني , وأنا أبتسمُ لهُ , وكانَ يصفعُ وجهَ السماء لطهارتها , فتفيضُ الغيومُ بالأمطار الأنوثية \ ولم يكترث ! , لم يَكن يَعلم أن أجنحةِ الطيور الصغيرة لا تُجبر , وحتى ساعةَ "بيق بن"التي وَعدتني بالعلاجِ لم تَستطع ذلك !, لماذا لا تُخبروهُ أن أمهُ لم تُرضعهُ بَل أرضعتهُ أفعى السياجُ التي كانَ يربُطني عليهِ , ويرمي في حُظني طائرٌ ,طعمٌ لها , وكانَ ينتظر ان تأتي امهُ كَي تَلَدَغَني , ولكنها هي الأخرى لم تفعل , وَدعني وَقتُها عند الحافلة الزرقاء ورمى عَليَ من طعام الذئابِ شيئاً , لم أستسغهُ ونظرتُ من النافذة ورأيتهُ يلتفُ كأمُهُ على عَجلِ الحافلة , وانطلقنا , بعد أربع وعشرونَ دقيقة وَصلنا , نَزلتُ من الحافلة ونظرتُ الى الإطار ولم اجدهُ , قالوا لي انهُ مات على أزقة الشوارعِ , ودَهست جُثَتهِ ألف سيارة وحافلة , كم جميلٌ هوَ شعور ان تموت , لم تكُن أربع وعشرون دقيقة كما أعلم , بل كانت سنة وأكثر , كنتُ أغفو على زجاجِ النافذة كُلما لَدغني , هذه المرة في التحديد لم يَرن جرس المُنبه كي أستيقظ , ولكنني مَرْرَتُ يدي على ذراعي كي أتحَسَسُ الجروح التي تَركها , وذلك العِقدُ الفضي الذي رَميتهُ تخليداً لذكراهُ في إحدى شوارع الغُربة , عِقدهُ الذي اهداني ياهُ في عِيد مَولدي , عندما إنتشرت دماءُ الخوف في البحر المتوسط وكانت الأمواجُ الحمراءُ تَشدُني إلى البحر , وَتشدُ أقدامي , الى الموتِ , أذكرُ وكأن ذلك حدث اليوم , كيف رَبطتُ موجةً من مياهِ المُحيط على قَدمي وجررتُ المياهِ الى شمالِ وَطني وأخبئتها تَحتَ سريري إلى الآن , أسبح ُ بها , وأسقي العاشقين الجُدد من تاريخ أنُثى , لم تعرفُ الحُبَ يوماً .


عــرين القاضي
24\7\2010

No comments:

Post a Comment