Apr 21, 2010

الجامِعات وزَمن الحُب المُثقف


كطالِبة في إحدى الجامعات الأردُنية العريقة أحملُ يومياً كُتبي وأقلاميْ مُعلنة جِهاداً نـَفسي مع البيئة ألتعليمية وبيئة "الحبحبه",وما يُحيطها من طُلاب و اوقات فراغ ,وهذا وضع طبيعي لأي طالب في أي جامعة وفي بيئة جديدة كبيئة الجامعات التي تحمل تُربة خصبة لقصص الحُب والغرام في زوايا القاعات و أدراج المُحاضرات ,قصص تمردت على الأهداف الأساسية التعليمية التي "تـــَعَذب" أهلـُنا حتى يوفروها لنا.
كل هذه القصص تبداء عادةً بقلمٍ هربْ مُتعمداً من حقيبةِ احداهُن ليحُط بين أيدي طالبٍ للعلم وطالبٍ لشيء آخر ,وكما تعلمون أن طُلابنا الشباب في الأغلب يتناسون أقلامُهم او يخفونها علهم يحصلون على قلم "من نوع آخر " من أيدي أحداهُن ,

أو أنها تدعي "الدوخان " فيسقط من يديها "دفتر المُحاضرات "علهُ يلتقطه لها فتسرق من عينيه خيوطاً من العشق لتــُحيكها كما تُحب وتُلبسُها لِنفسُها,هذا الحُب العجوز الذي توجتهُ سنوات التعليم الجامعي في الستينات والسبعينات والثمانينات وبضعاً من التسعينات ,وكُنا نحن الثمرات التي خُلقت من بعض قصصٌ عاشها من سبقونا على مقاعد الدراسة ,ولكن الوضع أختلف كُلياً الآن وكأن الألفية الحالية وزوايا الجامعات أتفقو على الحُب "ورمجوه" من وضيفته وجعلوه يتشرد ويعلنُ أنسحابهُ منها.

كُلما خرجتُ الى الجامعة وصادفت أحداً من روادُها القدامى يسألني سؤالاً مع غمزة الشخص الذي يعرف السْر " ألم يطلُب منكِ احداً قَلمُكي؟ "فأصفُنْ قليلاً به
رحلتُم ورحلت معكم قصص الحُب الحقيقيه وكل شيء تغير أشجار الزيتون التي كانت تحمر ُ خجلاً من حُبكم العُذري ماتت غيضاً ,و أطلالُ أم كلثوم وفِنجان العندليب الأسمر التي توجت بدايات دفاتركُم إغتالتها إحدى اغاني "الراب ", مقاعدُكم التي حفرت أسمان محى الزمن حروفها ماتت أيضاً,

حتى "الكفتيريا "التي كانت تحتمي بها قصص عشقكم من الأمطار والتي احتوت احاديث ثقافية يسود أجوائها الحُب أختفت أيضاً, تحول الحُب في جامعاتُنا الى ولدنة "و قلة وعي وفلتان "من نوع آخر أيضاً" وأصبح كُل شيء مُختلفاً و جفت ينابيع الخجل في أوجه بعض الطُلاب من أخلاقيات طالب وأخلاقيات عاشق ,وما زالو يسألونني عن القلم !

عـــرين القاضي


No comments:

Post a Comment