Apr 4, 2010

الطلاق والنصيب







البعض منا يرى النصيب هو شيء مُقدس لنا جميعا فلا يستطيع التفكير أو الأخذ بالأسباب أو حتى التفكير العميق في خياراته ! مما يُزعجني في المجتمع عندما يُقبل شاب إلى خطبة فتاة لا يعرف عنها شيء، ويجلسون فتره قصيرة في التعرف على بعضهم البعض.

إن هذه الفترة هي أحد أسباب تفشي الطلاق في مُجتمعاتنا,لأن "العريس " يريد إثبات انه الرجُل الرومانسي الحنون المعطاء والعروسة يجب عليها أن تثبت له أنها طباخه ماهرة وعلى ذات قَدر كبير من الجمال، مستعمللة فنونها في مساحيق التجميل، وما شابه ذلك، وتغيب أهم نقطة في موضوع التعارف المقبول اجتماعيا قبل الزواج وهي وضع القواعد والأُسس السليمة التي تناسب الطرفين والتي تَحد من وجود بيئة لتكاثُر المشاكل والخلافات,فتتفاجأ العروس أنها أمام رَجُل لا يستطيع تقديم شيء من وعوده بعد الزواج و يتفاجأ الرَجُل بأن العروس ألجميله المُطيعه ليست سوى تمثال من الصلصال !.

الأهل تغرقهم الهدايا المادية، والكلام المعسول ، ولا أحد يستطيع أن يتكلم عن سلبيات أبنه أو بنتهُ ,وما يحتاج إليه كل واحد منهما ,وما لا يناسب كل من العائلتين ,لماذا تغيب المصداقية حتى في الرباط الذي قدسهُ الله تعالى وبالفعل إذا نظرنا حولنا نرى أن هذه المسألة تُشكل بؤرة فساد النواة الأولى في المجتمع وما تخلفه من اضطهاد فكري ونفسي لأطفال لا ذنب لهم وتفشي كلُ شيء سيء في هذا المجتمع ،كانحراف الأطفال والنساء والجريمة فيخرج أطفال ناقمين على المُجتمع وعلى ذويهم ،فلنتقي الله في خياراتنا لأنها قرارات مصيرية لا تحتمل العبث وفهم "النصيب " بشكل خاطىء فالحياة الزوجية من أهم أُسس قيام هذه الحياة ,فلنبذل جُهدنا في استخراج جيل لا يُعاني من عقد نتيجة لأخطاء قراراتنا .
أحيانا تقف الأقدار في طريقنا ، و أن النصيب إذا وقع على صاحبه لا يستطيع التفكير ولا حتى إتخاذ أي قرارات أُخرى ، ربُما هذه مشكلتنا في المجتمع الأردني ، نضع جميع أخطائنا و أثقالنا على ظهر " النصيب وما يصيب ".

عرين القاضي

No comments:

Post a Comment