Oct 30, 2010

في المَقهى

في المَقهى
سألني النادل : كَيفَ تُحبينَ قَهوتكِ سَيـدَتي ؟
أصَمتُ قليلاً ,
أحاولُ أن أستذكرَ كيفَ أُحبُ قَهوتي !
فَقد كُنا نَشربها كُل صباح سوياً ,
والبارحة فارقت روحهُ الدُنيا ,
حقاً لا أعلم كيفَ أفضل قَهوتي !


رُبما كانت مُرةً ولكن بمشاركتهِ الجَلسة أنسى مرارها !
ورُبما كانت حلوة !
صدقاً لا أعلم ؟!
هُنالك تفاصيل تَخصنا وحدنا
وعند الحُب تَضيع لتتوحد
مع هذا الشخص فتضيع الخصوصية ,
أذكرُ جيداً كيفَ كان للقهوة ..
طعم خاص قبل رَحيله
وللصباح رائحةٌ أُخرى !
وتلكَ الجَريدة ,
ورائحةُ سيجاره
التي تؤذي عَينيّ أحياناً
وأحاول أن لا أظْهِرَ لهُ
أني أكاد أنعَمي من الدُخان
والغيمة البيضاء
التي كانت تُحيطُ طاولَتُنا سوياً
,وَهو كَعادتهِ ، مشغول بأخبار السياسة و يَشرح لي آرائه الليبرالية وخططهُ القَومية فيما لو كان مسؤولاً .

كان رائعاً بكامل رجولته المُفرطة ,
أنتمي لمعطفه الأسود
الذي كآن أول من يُنَبئني بزخاتِ المطر
التي كانت تتراكم على كَتِفيْ معطفه !

أعلم أن مَن يَموت لا يَرجع ,
وأنَ الجَريدة كانتَ تَشتريهِ كُل صباحٍ لتقرأ ما في عينيهِ من جَديد .
مات كعادتهِ صلباً وهشاً في معامَلتي ,,


قال النآدل بصوتٍ أعلى : سَيدتي كَيفَ تَشربينَ قهوتُكِ !!

قُلتُ له :كَما تُحب .

فغادر النادل , وأنا تَركتُ ديناراً على الطآولة وانسَحبتْ .

No comments:

Post a Comment